السبت، 8 يناير 2011

هل يتفوق الشباب على أساتذته ومفكريه ... بقلم : حسين رضا


                                                

إنها دعوة صريحة ، وهمسة صادقة أخاطب بها أقرانى الشباب ، أدعوهم فيها إلى الجد والعمل ، والعودة إلى العلم والكتاب فلا سبيل إلى النجاح بدون ذلك ، ولن يكون هناك سبيل للنجاح والرقى والتقدم يوما من الأيام بدون كتاب نعتكف على قراءته ، وننهل منه ما نبنى به مستقبلنا ،
ياشباب مهما اشتدت الأزمات ، وقست الدنيا علينا ، وغطت السحب وجه المستقبل حتى طمست معالمه أمام أعيننا ، بقينا نحن الأمل القادم ، والنصر المنتظر ، والمجد الذى تهفوا إليه نفوسنا وقلوبنا .
ياشباب إن أمتنا وعروبتنا فى أمس الحاجة لعطاء منا يرفعها ، عطاء من عقولنا وهمتنا وطموحنا ، فهيا نطلق صافرة البدء معلنين الجد .
إننا فى حاجة ملحة إلى عقل مبدع مفكر يقهر الظروف وينتصر على العوائق.
إن ساحة الفكر والإبداع بها فقر شديد لا يكفيها ثلة قليلة من المفكرين والمبدعين فى عصرنا ، فلم نتركها خربة ونصرف الأنظار عنها ؟
ياشباب إن الأمة اليوم فى احتياج لألاف القرضاوى حتى تبقى فيها أصالة الإيمان ومعاصرة الفكر ، وفى عوز شديد لألاف العقول مثل العوا ومحمد عمارة ومن على شاكلتهم من مثقفى الفكر المبدعون فى كل مجالات الفكر .
وفى أمس الحاجة إلى تلاميذ متفوقين لجمال عبد الهادى وأحمد شلبى والسرجانى يؤرخون لنا صحيح التاريخ وينفضون عنه غبار الشبهات ويخرجوه لنا جليا ظاهرا نعرف به روعة ماضينا ونخطط به لعزة مستقبلنا
إننا نبحث بين الشباب عن عقول مبدعة فى إعداد الأعمال الفنية التى تنموا بعقول الشباب وترتقى بالمجتمع فى وسط هذا الغثاء من مرضى الفكر ، نحتاج لمثل هذا الشاب بلال فضل ومن يفكر بمثل عقله يخرجون لنا ما نعلم الناس من خلاله من أعمال الفن الراقى لا الهابط ، النافع لا الضار يوجه الناس إلى الكتاب ويدعوهم إلى القراءة فى أكثر مقالاته وكتاباته .
نبحث عن من يرسمون البسمة على شفاه الناس بكتاباتهم الساخرة الهادفة مثل جلال أمين ، لا زالت أمتنا تبحث عن عقول منفتحة مبدعة قوية الحجة فى القول والرد مثل عبد المنعم أبو الفتوح وعصام العريان ،، نشتاق ونحتاج لتلاميذ مبدعون مثل هويدى والخضيرى وبشارة ورفيق حبيب وجورج اسحاق وابراهيم عيسى وغيرهم ممن ملئوا الدنيا بقوة كلمتهم وصمودهم ياشباب إن هؤلاء رصيد عظيم يدخر لنصرة مصر ، وواجبنا أن لا ينفد ويكون من بعده أضعاف وأضعاف ،
نحتاج أن نقرأ ونسمع لكلمات رائعة تهز النفس وتوقظ الهمم وتطرب السامع من شعراء جدد يخلفون أحمد شوقى وحافظ إبراهيم والبارودى وجويدة ،، نحتاج لمثل العقاد ومصطفى محمود وعبد الوهاب مطاوع ومحمود درويش وغيرهم الكثير ، لا أدرى لم خلت منهم الساحات وفضت من أمثالهم الديار؟! فانهار الشعر والأدب وصار ما نسمع اليوم ونرى من اسفاف أدبى وفنى لا علاقة له بالذوق والطرب .
ياشباب أين أبناء زغلول النجار وعائض القرنى والسويدان ومحمد حسان وصلاح سلطان وعبد الله الخطيب ومن على دربهم يسير .
تكثر النداءات حتى لا يتسع المقام ولا المقال فانتفضوا ياشباب إننا مستقبل العرب والأمة ، وشعلة النور التى لن يبدد ظلام العرب غيرها ، وفى نفس الوقت نحن الهدف الأعلى عند الشعوب المسلمة وعند أعدائها فالعدو أكبر أماله أن يفسد الشباب ويبدد قدراتهم وأعظم أمال أمتنا تنصب على عاتقنا .
تعالوا ياشباب نقرأ ونتعلم ويبحث كل منا فى مجال من المجالات التى يجد فيها نفسه وقدراته يقرأ فيها ويتعلم من أساتذتها ويتابع مفكروها ومعلموها حتى يأتى اليوم الذى يكون هو المعلم والمبدع والمفكر ، هيا نبنى مستقبل الأمة بالعلم والاطلاع ونشر الثقافة بين أقراننا نهدى من حولنا الكتب ، ونوزع ما أحسنا قراءته على من لا يملك كتبا ، حتى نشيع بيننا روح العلم فننهض ونرتقى ، فتابعوا وتواصلوا مع أساتذة الفكر وعلماء العصر وتيقنوا أنهم لن يدخروا جهدا فى مساعدتكم ولن يعلنوا الحرب عليكم بل ستسعد قلوبهم وتبتهج نفوسهم حين يرون لهم نسلا يمتد ، يحيى ثقافة أمتهم ويعلم أبناء وطنهم ، وعندها ستبدأ مرحلة الخلاص لتلك الأمة التى علمت الدنيا كلها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق